التمارين الرياضية العنيفة أحد أهم أسباب الموت المفاجئ :

أظهرت إحدى الدراسات الكبيرة التي أجريت مؤخرا أن هناك علاقة بين الموت المفاجئ نتيجة الإصابة بنوبة قلبية وبين التمارين الرياضية العنيفة حيث يمكن أن يصاب الشخص بنوبة قلبية خلال هذه التمارين أو بعدها بفترة قصيرة وهذا ما يسمى بالموت المفاجئ ولكن هذا لا يعني أن على الإنسان أن يبقى خاملا ولا يمارس الرياضة نهائيا بل أن الخبراء يشددون على ممارسة الرياضة الخفيفة بشكل منتظم لما لها من تأثير صحي وإيجابي على الجسم بشكل عام وقد وجد من خلال الدراسة أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة في نهاية الأسبوع فقط هم أكثر عرضة للموت المفاجئ الناجم عن التمارين الرياضية العنيفة من أولئك الذين يمارسون أعمال تتطلب جهدا عضليا ، ويعتبر مرض القلب الذي لا يتم تشخيصه في غالب الأوقات السبب الرئيسي لمثل هذا الموت المفاجئ الذي يصيب الذين هم في منتصف العمر حيث شملتهم هذه الدراسة .
وبسبب هذا يقول الخبراء أنه يجب ممارسة الرياضة بشكل خفيف في البداية وإذا شعر الشخص بأي تعب عليه مراجعة الطبيب مباشرة للتأكد ما إذا كان يعاني من مرض ما في قلبه وخصوصا إذا كان فوق الأربعين من عمره. ويقول الطبيب جيرالد فليتشر المختص بالأمراض القلبية في عيادة مايو كلينك بولاية فلوريدا الأمريكية والمتحدث باسم الجمعية الأمريكية لأمراض القلب لا يجب على الناس أن يرتعبوا من هذه الدراسة وهذه النتائج بل كل ما في الأمر تحذيرهم ليكونوا أكثر انتباها وحذرا. وقد دلت الدراسات السابقة والنسبة العالية من الموت المفاجئ للكثير من الرياضيين أن الرياضة العنيفة تسبب خطرا كبيراً على القلب وقد شملت الدراسة أكثر من 21000 طبيب تتراوح أعمارهم بين ال40 و 84 عاما. ولا يوجد أحد من بينهم لديه أي تاريخ في مرض القلب و تمت متابعتهم خلال عدة سنوات وفي بداية الدراسة أنهى هؤلاء الأطباء استبيانا يصفون فيه كم مرة يمارسون الرياضة العنيفة في الأسبوع. وبعد 12 عاما كشفت السجلات أن 122 منهم قد توفي فجأة نتيجة أسباب لها علاقة بالقلب و 23 منهم توفوا خلال ممارستهم للتمارين العنيفة أو خلال نصف ساعة بعد هذه التمارين ويقول العلماء أن هذه الأرقام كانت أكثر مما كان متوقعا وهذا يعني أن للتمارين الرياضية العنيفة تأثير خطير وسريع على الأشخاص. ومستوى الخطورة يعتمد على من تكون فالأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام هم اقل عرضة للموت المفاجئ خلال التمرين من أولئك الذين لا يمارسون الرياضة إلا في أوقات متباعدة وغير منتظمة.
ويقول الخبراء أن هذا التحليل منطقي وهناك دليل كبير يشير إلى أن التمارين المنتظمة تخفض ضغط الدم وتعدل المركبات الدهنية في الدم وبالتالي يبعد ذلك احتمال الإصابة بمرض القلب وثخانة جدران الأوعية الدموية التي تزود القلب بالدم ومثل مرض القلب هذا يكون عادة السبب الرئيسي والنموذجي للموت المفاجئ الناجم عن الرياضة العنيفة عند الرجال الذين هم في منتصف العمر .
أما بالنسبة للرياضيين الشباب فإن السبب يكون عادة مشكلة خلقية في القلب أي موجودة منذ الولادة ويحدث الموت المفاجئ أيضا عندما يتمزق جزء من جدار ثخين الأوعية الدموية نتيجة الإرهاق الشديد مما يؤدي إلى انقطاع الدم عن القلب. وقامت بهذه الدراسة الطبيبة كريستين ألبيرت وهي أخصائية أمراض القلب في مستشفى ماساشوسيتس العامة. وتقول الطبيبة ألبيرت أنه بالرغم من أن الدراسة كبيرة وواسعة إلا أنها تبقى محدودة لأنها كانت مقتصرة على الرجال و ليس معروفا إذا ما كانت تنطبق هذه الدراسة على النساء أيضا. وتضيف ألبيرت أيضا هذا لا يعني أنه يجب التوقف عن ممارسة الرياضة و لكن المقصود هو انك إذا أردت ممارسة التمارين الرياضية فعليك أن تبدأ ببطيء وبالتدريج.